كشف خليفة العبيدلي، مدير مهرجان «تصوير» عن تفاصيل النسخة الثالثة من المهرجان، الذي تنظمه متاحف قطر، وتنطلق فعالياته يوم 20 أبريل 2025، مشيرًا إلى أن الحدث أصبح منصة إبداعية بارزة تجمع نخبة من المصورين من مُختلف أنحاء العالم، وتفتح آفاقًا جديدة للحوار والتبادل الفني. وأوضح العبيدلي في تصريحات خاصة لالراية أن المهرجان يركز هذا العام على موضوع «الانتماء»، مقدمًا تجربة بصرية ثرية من خلال خمسة معارض رئيسية تحتضنها خمسة مواقع مختلفة في الدوحة، بما يعكس التنوع الثقافي والابتكار في عالم التصوير الفوتوغرافي.
وأشار إلى أن المعارض تشمل «التأمل في البحر هو اكتشاف الذات على حقيقتها» في مطافئ، الذي يقدم رؤية فنية تعكس العلاقة بين الإنسان والبحر، ومعرض «داوود أولاد السيد: تخوم اللحظة» في متحف الفن العربي الحديث، الذي يستعرضُ أعمال أحد أبرز المصورين المغاربة، إلى جانب معرض «المحو: النجاة من الجحيم – معركة غزة من أجل البقاء»، الذي سيُقام في كتارا ويسلط الضوء على قصص إنسانية مؤثرة من قلب الحدث، كما يضم المهرجان معرضين للأعمال الفائزة بجوائز «تصوير» لعامي 2023 و2024، والتي تعكس مستوى الإبداع البصري في المنطقة، حيث سيقام معرض جائزة المشاريع في كتارا، بينما سيشهد متحف بيت الشركة بمشيرب معرض جائزة الصور المفردة.
تطلعات الجميع
وأكد العبيدلي أن المهرجان يتجاوز كونه منصة لعرض الصور، إذ يقدم سلسلة من الندوات وورش العمل التي تستهدف المصورين المحترفين والهواة، فضلًا عن برامج مُخصصة للأطفال والعائلات، ما يجعلُهُ حدثًا شاملًا يلبي تطلعات جميع الفئات. وأضاف: «نحن لا نحتفي بالمواهب فقط، بل نعمل على تطويرها عبر التدريب والتواصل مع رواد هذا المجال، ما يُسهم في بناء جيل جديد من المبدعين القادرين على المنافسة عالميًا»، لافتًا إلى أن مهرجان «تصوير» يسهم في استمرار تواجد قطر على خريطة الفوتوغرافيا العالمية.

تفاعل مع الجمهور
وأشار العبيدلي إلى أن «تصوير» يسعى إلى تعزيز الحوار الثقافي بين المصورين من قطر والمنطقة والعالم، عبر استضافة شخصيات بارزة في مجال التصوير ضمن «سمبوزيوم تصوير»، حيث يشارك نخبة من المُتحدثين والخبراء الذين أثروا هذا المجال وأسهموا في تطويره. كما يضُم المهرجان معرضًا في مطافئ يتضمن أعمالًا مميزة لنخبة من المصورين القطريين الذين وثقوا لحظات مُهمة مثل كأس العالم، إلى جانب أعمال صناع أفلام، ما يعزز التفاعل بين الفنون البصرية المُختلفة. وقال إنَّ مطافئ ستكون مركزًا أساسيًا للفعاليات على الرغم من انتشارها في أكثر من مكان، وحتى يضمن المهرجان الوصول لشريحة واسعة من الجمهور ومحبي التصوير الفوتوغرافي.
مواصلة التطوير
وفيما يتعلق بتحديات تنظيم المهرجان، أوضح العبيدلي أن التحضير لمثل هذا الحدث الكبير يتطلب جهدًا استثنائيًا، خاصة في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها مجال التصوير الفوتوغرافي. وقال: «نحن نحرص دائمًا على أن يكون المهرجان في طليعة الأحداث الفوتوغرافية عالميًا، وهو ما يتطلب مُتابعة مستمرة للتقنيات الحديثة واستقطاب الخبرات العالمية. رغم التحديات، فإن التفاعل الكبير الذي نحصل عليه من الجمهور والمصورين يدفعنا لمواصلة العمل على تطوير المهرجان عامًا بعد عام». وعن مستقبل المهرجان، أكد العبيدلي أن هناك خططًا للتوسع وتعزيز التعاون مع مهرجانات تصوير عالمية، مشيرًا إلى أن «تصوير» أصبح جزءًا من المشهد الثقافي القطري، ويُسهم في دعم الصناعة الإبداعية وتطوير اقتصاد الفنون في الدولة. وختم بقوله: «نحن نؤمن بأن التصوير وسيلة مُثلى للحوار والتعبير، ونطمح لأن يصبح مهرجان تصوير محطة رئيسية لكل محبي الفوتوغرافيا حول العالم».

رعاية المواهب
ويستمر المهرجان حتى 20 يونيو، باستثناء معرض «داوود أولاد السيد» الذي يمتد حتى 10 يوليو، فيما يشهد الحدث مشاركة دولية مُتميزة، ومهرجان «تصوير» هو مهرجان تجري فعالياته كل سنتين، ويحتضن مصورين مُبتكرين ومجتمعات التصوير الفوتوغرافي من قطر وغرب آسيا، ومنطقة شمال إفريقيا.